بعد أن أطلقت حكومة إقليم كوردستان برنامج تأهيل الطاقات الذي يتعلق بإرسال الطلاب للخارج لغرض إتمام الدراسة، تمكن عدد كبير من شباب كوردستان من الإستفادة من هذه الفرصة. لكن السؤال الذي يُطرَح دائما هو كيف يمكن الاستفادة من هذا البرنامج على نحو أفضل! وهذا ما حاول معالجته أحد أساتذة جامعة سوران، الباحث " كاروان كاكةبرا كاكةمةد" في أحدث بحث له، مركزاً على كيفية تأهيل الطلاب لإرسالهم إلى الخارج.
في مقابلة مع موقع الجامعة حول سبب تحرير هذا الكتاب، أوضح الباحث أن الطلبة عند مغادرتهم إلى الخارج، يتعرضون لعدة مشاكل نفسية و علمية، من مثل: الاختلاف وربما الصدام الثقافي، واللغة الأجنبية، والتباين بين النظام التعليمي للجامعات المحلية والجامعات الغربية. ولهذه الأسباب فإن عدداً من طلاب الماجستير و الدكتوراه قد عادوا أدراجهم إلى بلدهم بعد مضي مدة قليلة من الوقت في الخارج و خاصة أولئك الذين كانوا في بريطانيا و فرنسا و أمريكا. كل هذه العوامل دفعت الباحث إعداد هذه الدراسة التي ترصد مسألة إعداد طلاب الدراسات العليا لمتابعة مشوارهم التعليمي في الخارج وذلك من الناحيتين النفسية والأكاديمية. وعلى ذلك كان لابد من اللقاء مع عدد من الطلبة الذين يدرسون في الخارج للتعرف عن كثب على المشاكل التي تعترضهم.
وعن منهج الكتاب، يقول الباحث: "لقد تحدثت بدايةً عن نظام التعليم في العراق وتاريخه في الفترات السابقة، ثم عمدتُ إلى المقارنة بين مستوى جامعات كوردستان و جامعات العراق بشكل عام، وأشرت إلى مشاكل و تغييرات برنامج (HCED) و عدد من النظريات المتعلقة به. وقد لاحظت أن نظام التعليم في كوردستان يعتمد كثيرا على حفظ المواد التعليمية وهذا ما يقلل فرص الإبداع لدى الطالب. تحدثتُ أيضا عن (باولو فريريم)، الكاتب و الفيلسوف البرازيلي، الذي تركزت أبحاثه على خطوات التغيير في النظام التربوي. بعد ذلك أشرت إلى مشكلة الاختلاف أو ربما التصادم الثقافي و كيفية حله، وكذلك مسألة اللغة الأجنبية ومعوقات تعلمها، إذ يبدو أن عددا من مراكز تعليم اللغة في الخارج لا تلبي حاجات الطلاب". والجدير ذكره أنه قد تم مقابلة حوالي 25 طالبا ممن استفادوا من هذا البرنامج، وأيضا عددا من الموظفين في جامعات أمريكية عملوا مع الطلاب في الخارج. و كذلك تم التحدث مع (د. دلاور علاء الدين)، الذي يعد بمؤسس برنامج (HCDP). إن البحث يطرح أسئلة تهدف إلى التعرف إلى مشاكل الطلاب من الناحية العلمية والثقافية ومحاولة الوصول إلى حلول لها. لقد طرح الطلاب عددا كبيراً من المسائل، مثل: الاختلاف بين نظام كوردستان التعليمي وأنظمة الدول الأخرى كنظام التحرير الأكاديمي و التفكير النقدي، أو من مثل مشاكل الفهم من الأساتذة، فضلاً عن المشاكل الاجتماعية والنفسية. وفي الختام يقدم البحث عددا من التعليمات للطلاب ليكونوا مستعدين للدراسة في الخارج. ولعل أهم نقطة في هذا السياق هو إعداد برنامج للطلبة قبل السفر، يتضمن مجموعة من المواضيع المهمة التي يحتاجها الطالب فيما يتعلق بالجامعات الغربية والدراسة في الخارج.
المعلومات الخاصة بالمؤلف: كاروان كاكةبرا كاكةمةد، يحمل شهادة البكالوريوس في التربية و علم النفس من جامعة صلاح الدين. حاصل على ماجستير في البرامج و الطرق و التعليمات النفسية من جامعة جنوب إلنوي في أمريكا. له عدد من البحوث، وهو يدرّس حالياً في قسم علم النفس في فاكلتي الآداب، و رئيس مركز المساعدة الطلابة. ومن الجدير بالذكر أن هذا الكتاب قد تم طبعه و ترجمته في ألمانيا.
للاتصال بالأستاذ (كاروان كاكةبرا كاكةمةد)
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
التقرير والصور: رِؤذهات مةهدى عوسمان.