بعد عامين من العمل، إستطاع د. إبراهيم صادق ملازادة، التدريسي في قسم علم الاجتماع بفاكلتي الآداب في جامعة سوران، أخيراً وبمعية أربعة أكاديميين آخرين من نشر مشروع كتابهم الذي حمل عنوان " بعد مئة عام من سيڤر، الكورد من أين الى أين؟". وقد كتب ملازادة في إطار إختصاصه فصلاً من الكتاب بعنوان" مائة عام من الإنكار كشکل من أشكال الإبادة الجماعية من علاقة الدولة/الأمة وخصائص الاستعمار!".
يتناول الكتاب بعد المقدمة أوضاع كوردستان بعد الحرب العالمية الأولى، في إطار أربعة مفاهيم رئيسية هي: العزلة، التهميش، الديانة المشتركة، والآخر". وفي الجزء الثاني من الكتاب، تم العمل على التعريف بالوضع الكوردي من الناحية النظرية، وما هو التوصيف المناسب للوضع الكوردي تحت عنوان "الاستعمار الاقليمي والإبادة الجماعية كنموذج". وفي هذا السياق، تحدث عن العديد من المعاهدات المبرمة بين المحتلين لكوردستان، ومنها "معاهدة خط بروكسل عام ١٩٢٦، معاهدة سعد آباد، معاهدة بغداد، إتفاقية الجزائر، أتفاقية أضنة، وإتفاقية عبور الحدود التركية-العراقية، وميثاق الاتحاد الثلاثي للدول العربية".
بعدها، يتناول الكتاب خصائص الاستعمار كنموذج لعملية الابادة الجماعية وعلاقتها، ومن ثم العلاقة بين الدولة والإبادة الجماعية، وقسم من خصائص الاستعمار، المستوطنات التي تظهر بشكل واضح في غربي كوردستان. بعد ذلك، تم التطرق من الناحية العملية الى جميع الجرائم التي أرتكبت في أجزاء كوردستان الاربعة. على سبيل المثال، غربي كوردستان، كعدة جزر معزولة، والحزام العربي وغيرها من الجرائم. وكذلك في الجنوب وعملية التعريب في العراق، والتصنيف وعملية الابادة الجماعية. ومن ثم الشمال وسياسة تركيا الاستعمارية، البداية والاستمرار، ومن ثم تفسير المركزية التركية وسياسة الكماليين تجاه الكورد في الفترة ١٩١٨-١٩٢٢. وبعد ذلك، تمت مناقشة الوضع في الشمال بصورة عامة كالهدم وإعادة الاعمار. وفي الختام، تم تحليل الاوضاع في شرقي كوردستان، في إطار الجرائم التي أرتكبت بحق كورد الشرق خلال قرن من الزمان.
النقطة الاكثر أهمية في كافة مواضيع مشروع الكتاب تتمثل في سرد عدد من الاكاديميين لتأريخ الكورد. يهدف السرد الى نكأ الجراح والاستفادة من الاخطاء. بشكل عام، يحاول الكتاب مناقشة عدد من الأسئلة المتعلقة بالقضية الكوردية بعد مئة عام على معاهدة سيڤر، من بينها: ما هي العوامل المحلية والاقليمية والدولية وراء عدم تنفيذ معاهدة سيڤر؟ ما هو جوهر المسألة الكوردية، ما هو سبب جعل الكورد أقلية وأممنة القضية الكوردية، وتأثيرها على نفسية الفرد الكوردي ووطنه؟ ماذا يعني أن تكون خارج التأريخ؟ وهل أن الكوردي خارج التأريخ؟ ما هي مغزى ونتيجة وعواقب أن تكون خارج التأريخ وتأثيرها على الكورد؟ولماذا ينكر المحتلون وجود الكورد وحقوقهم، وما هي آليات الانكار وما يترتب عليها على الهوية الكوردية والكوردستانية؟ هل للمرأة في كوردستان تأريخ مكتوب ؟ كيف ومن سجل هذا التأريخ؟ إذا لم يكن للكورد تأريخ مكتوب، فماذا يجب أن يكون وضع المرأة الكوردية؟ ألم يحن وقت حل المسألة الكوردية في الشرق الاوسط بعد مئة عام من الإنكار؟ ما هي الحلول وألى أين ستمضي المنطقة مع بقاء هذه المسألة عدم محلولة؟
